الأحد

حالة من الكستور و الغٌنا

أحمد و دودو و علي و هاني...
شباب صغير زى الورد، شكلهم يفتح النفس و القلب، كل ما بشوفهم بأفرح قوي، مش عارفه ليه، يمكن عشان بيفكروني بأيام الجامعة، لما كان كل همنا نضحك و نفرح و نعمل مسرحية تكسر الدنيا، هما كمان، عاملين فرقه جميله أسمها "حالة" مع مخرجهم محمد عبد الفتاح.محمد شبه أي شاب مصري ممكن تشوفه في الشارع كل يوم ومسرحهم بيقولوا عليه مسرح شارع.. بيقفوا وسط الناس يمثلوا و يغنوا و يوجعوا قلبنا أكتر ما هو موجوع. يجبرونا نبقي جزء من عرضهم أو يعني ممكن نقول جزء من لعبتهم، نلعب معاهم و نضحك معاهم و يمكن كمان نعيط معاهم.




كستور أكتر



فضلت أفكر و انا متجهه لحضور أخر عرض لفرقة حاله "كستور : غناء بالكساء الشعبي" اللي المره دي علي غير العاده عملوه في قاعة صغيرة في بيت المدينه Town House ، يا تري الكستور ده حاجه بتاعتنا إحنا لوحدنا .. ولا كل الشعوب الغلابة اللي زينا ليهم برضه في الكستور، و بعدين لقيت أنها مش فارقة، اصل أكيد في الأخر الهم واحد.. يعني تعددت الأسماء و الكستور واحداً.

القاعة كانت صغيرة جداً..الحيطان عليها إعلانات كتير " يوجد لدينا أفخر أنواع أنفلونزا الطيور" " أشتري 2 كيلو لحم بقري مجنون و أحصل علي إقامة مجانية بمستشفي المجانيين" " كلور صيني" "زيت" "صابون" و غيره . دخلنا و قعدنا، الكراسي مصفوفة لحد الأخر.. قلت لنفسي هي الفرقة حتمثل فين.. بدأ العرض وأتفتحت الحيطه اللي قدامنا، لاحظت ساعتها بس ان كان مكتوب عليها "مجمعات النيل"، اتاريهم فتحوا لنا الدكان، كل حاجة للبيع و اللي ما يشتري...يقعد و يتفرج.

و إذا كان الكستور بتاع كل الغلابه فــ الأغاني اللي غنوها أكيد بتاعتنا إحنا بس، أغاني من تراثنا و من وجعنا وكمان من وقوعنا.عرض كامل بالغناء التراثي و الشعبي. سيد درويش و الشيخ إمام و عمنا شكوكو و منيره المهديه علي حبة أحمد عدوية.


علشان ما نعلا و نعلا و نعلا ...لازم نطاطي نطاطي نطاطي

يا عزيز عيني ، انا نفسي ألاقي بلدي

تهون السجون و الشجون و المواجع و يغلي مع القهر حبك يا مصر


و بما أن الموضوع كده ، فـ ميمنعش يغنوا برضه

عم يا صاحب "جمال" أرحمني .. انا ليلي طال


حالة بيقولوا أن " كل ما بنضحك بجد بنغرق الدنيا بالدموع" و انا كل ما بأحضر عرض من عروضهم بقول ان المسرح بتاعنا لسه فيه الرمئ، و لسه فيه أمل يلمس الناس بجد، و يمكن أكون متفائلة زيادة و أقول انه ممكن يكون له دور و يغير الناس بجد، أو علي الأقل يخليهم مينسوش.. علي الأقل مينسوش.. علي الأقل نفضل فاكرين أن واقعنا الحالي هو الاستثناء.. و أن لازم يجي يوم و نلاقي بلدنا بقي.

حالة حيعرضوا كستورهم مرة تانية يوم 25 مايو، يوم وقفة القضاة مع منظمات المجتمع المدني امام دار القضاء العالي.

آه... نسيت أقول أن العرض ُمهدى لضحايا محرقة مسرح بني سويف..

أتنهد بعمق و انا أتسائل..يا تري الطفايات اللي كانت مالية العرض كانت لغرض سينوغرافي ولا الفرقة كانت خايفة نتحرق كلنا تاني!

مجرد تساؤل!

من أول السطر

منذ حادث بني سويف و انا لا أجد في نفسي الرغبة في الكتابة، لا أدعي أن ما حدث هو السبب الرئيسي و لكن ما حدث بالتأكيد قد أوجد بداخلي مساحة من الألم تضائلت بجانبها جميع المساحات الأخري، هذا بالاضافة إلي تفرغي لمدة لم تكن قصيرة للعمل علي التدوينه الخاصة بأخبار الحادث بجانب العمل التطوعي في جماعة خمسة سبتمبر

الأن بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر، أعود بخطي هادئه إلي محاولاتي السابقة للكتابة في الفن. أعود لأكتب عن المسرح و السينما و الفن التشكيلي كما أراهم


نقطة
و نبدأ تاني من أول السطر